المواد الكيماوية الحافظة، وهـي المواد المستعملة في
صناعة التعليب، فإنها وإن كانت تزيد من صلاحية الغذاء إلاّ أنها تصبح سامة إذا
تجاوزت الحدّ المطلوب.
ومما يسبب تلوث الغذاء والدواء والأتربة وما أشبه ذلك فـي
المعلبات وغيرها استخدام الألوان والأصباغ ومكسبات الرائحة فـي صناعة تلك
المنتجـات، حيث تبين أن هذه المواد مسؤولـة عـن العديد من الأمراض السرطانية.
فعلى سبيل المثال لقد ثبت علمياً أنّ صبغة النعناع الأخضر
الاصطناعية شديدة الخطورة، وكذلك الأمر بالنسبة للأصباغ الصناعية للرّمان والصبغات
المستعملة في صبغ بعض أنواع الحلوى السكّرية، وصبغات رقائق البطاطس والألوان
المشابهة للون البرتقال، والحساء المحتوي على عصير الطماطم الذي أضيف إليه لون
صناعي.
هذا بالإضافة إلى أن إضافة حبّ الأسبرين في كل قنينة يسبب
تلوثاً في الطعام، الأمر الذي يسبب التسمم أيضاً، ومما يزيد في تلويث الغذاء صنعه
أو حفظه في المواد البلاستيكيـة والمواد النيكلية والمواد الكرتونية، فإن ذلك كله
ثبت ضرره البالغ بالنسبة للطعام والشراب وما أشبه ذلك.
ومن أشد المواد المسببة للسرطان وأكثرها فعالية لإثارة هذا
المهن مادة خاصة تستخدم لصبغ (المارغريـن) لإعطائه شكـل الزبدة الطبيعية، وذلك
لخداع المستهلكين وجلب انتباههم لشراء هذه المواد.
وهكذا حال الأصباغ الـتي تستعمل لصبغ الرأس أو اللحية، وبعض
المواد التي تستعمل لأجـل إزالة الشعر من البدن أو لأجل التجميل للوجه ما أشبه
ذلك.
ثم إنّ المعادن الثقيلة التي يتم التخلص منها بإلقائها في
البحار أو في التربة الزراعية كالزئبق فإن هذه المعادن سامّة جداً، وتعتبر الأسماك
في طليعة الأغذية التي يمكـن أن تتلوث بمثل هذه السموم. وقد أصبحت الأسماك غير
صالحة عندما تُصاد من أماكن معيّنة مشهورة بالتلوث كالبحر الأبيض المتوسط.
ومـن الجدير بالذكـر إن أسماكاً مسمومة تصدرها الولايات
المتحدة الأمريكية إلى دول العالم الثالث بعد أن ثبت فسادها ومُنع استعمالها.
ومـن المضرّات أيضاً الهرمونات التي تستعمل للتعجيل في نمو
الحيوانات والنباتات، وتنتشر هـذه الظاهرة في الدول النامية والدول المتقدمة على
حدّ سواء إذ ذكروا فـي إحدى الدول العربيـة أن صاحب حقل للدواجن كان يضيف أقراص
منع الحمل إلـى طعام الدواجـن، كما واكتُشف في ألمانيا الاتحادية سنة 1408ه (1988م)
عجـول محقونة بالهرمونات وهي تسبب مرض السرطان.
وقد أشارت بعض الصحف إلى اكتشاف السلطات الحكومية في
ألمانيا الاتحادية وجود عصابة دولية تقـوم بتصنيع نوع جديد مـن الهرمونات التي
تساعد على الإسراع في نمو عجول التسمين وزيادة وزنها، بينما كان الأمر ضاراً ضرراً
كثيراً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق